اندلعت الحرب الإنجليزية العراقية عام 1941 بين بريطانيا وحكومة العراق بقيادة رشيد عالي الكيلاني الموالية لألمانيا النازية. بدأت الحرب في 2 مايو وانتهت في 31 مايو من نفس العام، وأسفرت عن إعادة احتلال القوات البريطانية للعراق وعودة الوصي عبد الإله بن علي إلى السلطة. تعود أسباب الحرب إلى التوترات بين الحكومة العراقية وبريطانيا، ومحاولات نوري السعيد للسيطرة على السياسة العراقية بدعم بريطاني، في مقابل التوجهات الوطنية والقومية بقيادة الكيلاني.

نجح رشيد عالي الكيلاني في تشكيل حكومة ائتلاف وطني تجمع بين القوى المتصارعة في العراق، محاولاً الحفاظ على توازن محلي ودولي خلال الحرب العالمية الثانية. واجه الكيلاني ضغوطًا لإنهاء الوجود البريطاني والتحالف مع دول المحور، لكن قوته تكمن في سياسته المتوازنة. تصاعدت الأزمة السياسية بفضل الضباط الوطنيين ومجموعة “المربع الذهبي”، مما أدى إلى اضطرابات داخلية واستقالات وزارية. حاولت بريطانيا استعادة هيمنتها عبر التدخل العسكري، مما أسفر عن مواجهة بين القوات العراقية والبريطانية، واندلاع ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الوصي عبد الإله ونوري السعيد، لتشكيل حكومة إنقاذ وطني تتحدى الهيمنة الأجنبية.

في 29 أبريل 1941، تحركت القوات العراقية لمحاصرة القاعدة البريطانية في الحبانية، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة. تفوق الجيش العراقي مبدئيًا بفضل تجهيزاته الحديثة، لكن التعزيزات البريطانية من الأردن غيرت مجرى المعركة. واجهت القوات البريطانية صعوبات متعددة، بما في ذلك العواصف الرملية، ومع ذلك تمكنت من الصمود وإعادة تنظيم صفوفها. في النهاية، فرضت القوات البريطانية سيطرتها على الفلوجة وتقدمت نحو بغداد. استغلت بريطانيا هذا الانتصار لتقويض القوى الوطنية في العراق، مما أدى إلى إعدام زعماء المربع الذهبي وحملة ضد الجيش الوطني، تاركة أثرًا عميقًا في تاريخ العراق الحديث.

علق ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، على الأحداث في العراق، موضحًا أهمية معاهدة 1930 التي تتيح لبريطانيا استخدام القواعد الجوية العراقية في السلم والحرب. تطرق تشرشل إلى التحديات التي واجهتها بريطانيا مع حكومة رشيد عالي الكيلاني الموالية للمحور، وأهمية السيطرة على البصرة خلال الحرب العالمية الثانية. من جهة أخرى، نشط الكيلاني من ألمانيا في الدعوة إلى الثورات العربية ضد المحتل، مما لاقى صدى واسعاً في الأوساط الفكرية والعسكرية العربية، وألهم تأسيس تنظيمات قومية وثورية. تأثير الثورة امتد إلى مصر وسوريا واليمن، وأسهم في تأسيس خلايا تنظيم الضباط الوطنيين في العراق