يشير الدكتور باتور غونتشيكوف أخصائي أمراض الجهاز البولي وأمراض الذكورة، إلى أن التبول الليلي المتكرر هو اضطراب في الجهاز البولي، قد يكون مرتبطا بأسباب وأمراض مختلفة.
ما هي أسباب كثرة التبول؟
يختبر الجميع شعور الحاجة للتبول، فهو أمر طبيعي، إذ يُنتج الجسم حوالي 2.5 لتر من البول يوميًا، ومع ذلك في بعض الأحيان قد يحتاج الشخص إلى التبول أكثر مما هو معتاد بالنسبة له.
تختلف الأسباب المؤدية لتكرار الحاجة للتبول وتتباين خطورتها، فقد يكون شرب كثير من السوائل هو المتسبب في ذلك أو ربما أمراض الكلى، وقد يصاحبه حمى أو ألم في البطن مما يدل على الإصابة بالتهاب في المسالك البولية.
يُوجد بعض الأسباب الشائعة لكثرة التبول، بعضها يخص الرجال والبعض الآخر يخص النساء أو كلاهما معًا، وتشمل الأسباب المحتملة لكثرة التبول ما يلي:
داء السكري
يعد التبول المتكرر مع وجود كمية كبيرة وغير طبيعية من البول من الأعراض المبكرة لمرض السكري من النوع الأول والثاني، إذ يحاول الجسم التخلص من الجلوكوز غير المستخدم عن طريق البول.
التهاب المثانة الخلالي
تتميز هذه الحالة مجهولة السبب بالشعور بألم في المثانة ومنطقة الحوض، وتشمل الأعراض في كثير من الأحيان الحاجة المتكررة للتبول.
تناول مدرات البول
تُستخدم مدرات البول في علاج ارتفاع ضغط الدم أو تراكم السوائل في الكلى، عن طريق طرد السوائل الزائدة من الجسم، مما يؤدي إلى كثرة التبول.
السكتة الدماغية
تسبب السكتة الدماغية أو بعض الأمراض العصبية الأخرى في حدوث تلف في الأعصاب المغذية للمثانة، وبالتالي حدوث مشكلات في وظيفتها والتي تشمل الحاجة المتكررة والملحة للتبول.
فرط كالسيوم الدم Hypercalcemia
يعاني المريض في هذه الحالة من ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم، وهو من الحالات المتسببة في حدوث كثرة التبول عند المريض، وتتضمن الأسباب المؤدية لهذه الحالة ما يلي:
فرط نشاط الغدد الدرقية أو جارات الدرقية
أمراض، مثل السل.
أنواع من السرطانات، مثل: الرئة والكلى والثدي.
مرض السكري الكاذب
يتسبب السكري الكاذب في حدوث كثرة التبول، وهو حالة تحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على موازنة مستوى السوائل بطريقة صحيحة نتيجة خلل في الغدة النخامية فلا تنتج ما يكفي من الهرمون المسؤول عن تنظيم إنتاج البول فهو سبب من أسباب كثرة التبول بدون شرب الماء.
فرط نشاط المثانة
تؤدي الانقباضات اللا إرادية للمثانة إلى التبول المتكرر والعاجل في كثير من الأحيان، ما يعني أنه يتعين على المريض الذهاب إلى الحمام حتى لو لم تكن مثانته ممتلئة.
تشمل الأسباب الأخرى الأقل شيوعًا لحدوث كثرة التبول ما يلي:
خلل المثانة.
العلاج الإشعاعي على الحوض.
شرب كثير من الكافيين.
أمراض الكلى.
التليف الكبدي.
الإسهال المزمن.
متلازمة كوشينغ.
ما هي أسباب كثرة التبول عند الرجال؟
يُعد تضخم البروستاتا من أهم الأسباب الشائعة لكثرة التبول عند الرجال. يحدث تضخم البروستاتا مع تقدم العمر، إذ تضغط غدة البروستاتا على مجرى البول؛ وبالتالي تمنع تدفقه إلى خارج الجسم.
يتسبب ذلك في انقباض المثانة حتى وإن كانت تحتوي على كميات قليلة من البول؛ ما يؤدي إلى تكرار الحاجة للتبول.
وقد تحدث كثرة التبول عند الرجال أيضًا نتيجة واحد من الأسباب التي ذكرناها سابقًا.
ما هي أسباب كثرة التبول عند النساء؟
ما سبب كثرة التبول عند النساء؟ تشمل الأسباب المحتملة لحدوث كثرة التبول عند النساء ما يلي:
الحمل، فتزداد الحاجة المستمرة للتبول بدايةً من الأسابيع الأولى من الحمل، إذ يضغط الرحم على المثانة بسبب زيادة حجمه.
سرطان المثانة.
سرطان المبيض.
التهاب المهبل.
هبوط أعضاء الحوض الأنثوية عبر المهبل.
العطاش النفسي، ويعني الإفراط في شرب الماء، وغالبًا ما يُصيب النساء اللاتي يعانين من القلق في منتصف العمر والمرضى الذين يعانون من أمراض نفسية.
كم يبلغ عدد مرات التبول الطبيعي؟
تستطيع المثانة تخزين البول إلى أن تصبح ممتلئة، ويحتاج الشخص الطبيعي إلى التبول من 6 إلى 8 مرات يوميًا خلال 24 ساعة، وتزيد عدد المرات في حال شرب كثير من الماء أو الكافيين أو مدرات البول.
هل التبول كل ساعة طبيعي؟
معدل التبول الطبيعي عند الشخص السليم الذي لا يعاني من مشكلات صحية هو تقريبًا مرة كل 4 ساعات، مع مراعاة تأثير بعض العوامل، مثل شرب الكثير من الماء أو الكافيين أو مدرات البول.
لذا فإن التبول كل ساعة ليس طبيعيًا، وقد يكون نتيجة عوامل مثل تغيير النظام الغذائي أو بعض الأدوية أو مشكلة صحية.
كم مرة يدخل مريض السكر الحمام؟
يُنتج الإنسان الطبيعي ما يعادل 1 إلى 2 لتر من البول يوميًا، وقد يصل إلى 2.5 لتر من البول، لكن ما يزيد عن ذلك يعد غير طبيعي.
ينتج مريض السكري أكثر من 3 لترات من البول يوميًا، ويزيد معدل حاجته للتبول حتى يتخلص الجسم من الجلوكوز الزائد، وقد يصل عدد مرات حاجته للتبول حوالي 10 مرات أو أكثر يوميًا.
ما هو أفضل علاج لكثرة التبول؟
يمكن علاج كثرة التبول بحل المشكلة الرئيسية التي تسببه، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
في حال الإصابة بعدوى المسالك البولية، يُنصح بشرب كثير من السوائل مع تناول المضاد الحيوي الذي يصفه الطبيب.
تناول مدرات البول في الصباح أو تقليل استخدامها بعد استشارة الطبيب.
السيطرة على مستوى السكر في الدم في حال الإصابة بداء السكري عن طريق الأدوية التي يصفها الطبيب والحفاظ على نظام غذائي متوازن.
علاج أعراض تضخم البروستاتا يساعد على تقليل الحاجة المتكررة للتبول.
التقليل من استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل: الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
علاج التهاب المثانة الخلالي عن طريق استخدام الأدوية المساعدة على تقليل الحاجة المتكررة للتبول.
علاج متلازمة فرط نشاط المثانة سواء بالأدوية أو العلاج السلوكي.
في حال حدوث السكتة الدماغية أو الأمراض العصبية الأخرى فيمكن علاجها إما بالأدوية أو العلاج السلوكي.
يقلل علاج سرطان المثانة من تكرار الحاجة للتبول.
والجدير بالذكر أن التبول المتكرر المصاحب للحمل يقل بشكل طبيعي بعد الولادة.
العلاج السلوكي
ينبغي أن يبدأ علاج فرط نشاط المثانة بالعلاج السلوكي، ويشمل:
إعادة تدريب المثانة، ويتضمن ذلك زيادة الفترات الفاصلة بين استخدام الحمام على مدار حوالي 12 أسبوعًا، ما يساعد المثانة على الاحتفاظ بالبول لفترة أطول.
تعديل النظام الغذائي، بتجنب أي طعام يتسبب في تهيج المثانة أو يعمل كمدر للبول، مثل: الكافيين والمشروبات الغازية والطماطم والشوكولاتة والمحليات الصناعية والأطعمة الحارة.
التحكم في شرب السوائل، فيجب شرب الماء الكافي لمنع حدوث الإمساك وتجنب الشرب قبل النوم مباشرةً.
تمارين كيجل، والتي تساعد على تقوية العضلات حول المثانة والإحليل؛ لتحسين التحكم في المثانة وتقليل كثرة التبول.
العلاج الجراحي
يشمل العلاج الجراحي زرع محفزات عصبية صغيرة مباشرةً تحت الجلد، تتحكم في الانقباضات الحادثة في العضلات والأعضاء داخل قاع الحوض.
أفضل دواء لعلاج كثرة التبول؟
يساعد العلاج الدوائي في علاج مشكلة كثرة التبول، وتصبح النتائج أكثر فاعلية في حال اقتران العلاج الدوائي مع العلاج السلوكي، وتتضمن العلاجات التالي:
مضادات مفعول الكولين
تمنع مضادات الكولين عمل الأستيل كولين، وهو مسؤول عن إرسال الإشارات إلى الدماغ لتقلص عضلات المثانة، لذا تساعد هذه الأدوية على تقليل عدد مرات التبول.
تشمل مضادات الكولين ما يلي:
أوكسيبوتينين.
تولترودین.
داريفيناسين.
يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تبدأ الأعراض في التحسن، ويمكن انتظار التأثير الكامل للعلاج خلال 12 أسبوعًا، وتشمل الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا لمضادات الكولين جفاف الفم والإمساك.
ميرابيجرون (Mirabegron)
يساعد دواء ميرابيجرون على علاج أنواع معينة من السلس البولي، إذ يعمل على استرخاء عضلة المثانة، وقد يُلاحظ زيادة كمية البول في البداية نتيجة إفراغ المثانة بشكل كامل.
تشمل الآثار الجانبية المحتملة لدواء ميرابيجرون حدوث إسهال أو إمساك وغثيان ودوخة وصداع وارتفاع ضغط الدم، والذي يجب مراقبته باستمرار أثناء تناوله.
البوتوكس
تساعد حقن البوتوكس الأشخاص الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى، وحالات السلس البولي وفرط نشاط المثانة، ويُحقن في عضلة المثانة ويمكن تكراره مرة أو مرتين في السنة، ويمنع عمل الأستيل كولين فيشل حركة عضلة المثانة.
وجدت الأبحاث أنه على الرغم من تحسينه للأعراض بشكل كبير، لكنه قد يزيد من التهاب المسالك البولية، ولا تزال الدراسات محدودة حتى الآن.
الإستروجين
يؤدي الانخفاض الحادث في مستوى هرمون الإستروجين بعد إنقطاع الطمث إلى حدوث ضعف في الأنسجة الداعمة حول المثانة والإحليل؛ ما يتسبب في حدوث سلس البول الإجهادي.
يساعد إعطاء جرعة قليلة من الإستروجين الموضعي -سواء في شكل كريم أو حلقة- على استعادة قوة أنسجة المهبل والمسالك البولية وتقليل الأعراض. لا يُستخدم الإستروجين عن طريق الفم لعلاج هذه الحالات، بل على العكس فقد يؤدي لتفاقم أعراض السلس البولي.
إيميبرامين (Imipramine)
يعد دواء إيميبرامين من الأدوية المضادة للاكتئاب، إذ يعمل عن طريق ارتخاء عضلات المثانة وتقلص العضلات الملساء في عنقها، ويساعد على علاج سلس البول المختلط، وهو مزيج من سلس البول الإلحاحي والتوتر.
يساعد كذلك الأطفال المصابين بالتبول في أثناء الليل، كما أنه يتناسب مع كبار السن، وقد تشمل آثاره الجانبية مشكلات في القلب والأوعية الدموية، وجفاف الفم، وتشوش الرؤية، أو الدوخة بسبب انخفاض ضغط الدم عند الوقوف بسرعة.
دولوكستين (Duloxetine)
يُعد دولوكستين أحد مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين المعتمد لعلاج الاكتئاب والقلق، ويساعد على استرخاء العضلات التي تتحكم في التبول وعلاج تسرب المثانة، وقد يكون مفيدًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من سلس البول والاكتئاب.
يحذر على مرضى الكبد تناول هذا الدواء، ويعد كلًا من الغثيان، والإمساك، والدوخة، وجفاف الفم، والأرق من آثاره الجانبية الشائعة.