في الحويجة

الأرض تتلون بالأخضر والأصفر وتجار بغداد والجنوب يتهافتون عليها بدولاراتهم

الأرض تتلون بالأخضر والأصفر وتجار بغداد والجنوب يتهافتون عليها بدولاراتهم

بألوانها الخضراء والصفراء، تفترش أرض الحويجة جنوب غربي كركوك، بمحصولي الرقي والبطيخ، الذي تشتهر به المنطقة حيث يتجمع المزارعون وهم يعرضون ما حصدته أيديهم من منتوجهم الملون بالسعادة، مضاف له اللون الأحمر الفاقع الذي يخرج من بطن “رقّية” مفتوحة كإعلان يجذب الناظرين له من المتبضعين، وتصدح أصوات الباعة للإعلان عن مزروعاتهم بأشهى المفردات.

تجار بغداد وجنوب العراق يتهافتون على شراء هذا المنتوج الذي تنفرد به أراضي قضاء الحويجة، وتمتاز فترة بقائها لمدة شهر بعد انتهاء موسم رقي قضاء العظيم الشهير، وينتقل التجار الى كركوك وعلوات الرقي والبطيخ لنقلها الى أسواق و”علوات” بغداد والمحافظات الجنوبية.

كرات خضراء وصفراء

يقول أحد مزارعي الرقي العراقي ويدعى ياسر خلف (45 عاما)، إن “قضاء الحويجة ونواحيه تشتهر بإنتاج محصولي الرقي والبطيخ، وموسم الجني يكون في فترة قريبة من انتهاء موسم جني الرقي في منطقة العظيم في محافظة ديالى، ومع انتهاء موسم الرقي في العظيم يتحول التجار القادمين من العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية إلى نواحي الرياض والعباسي وتازة والرشاد، حيث تكون هذه المناطق منتجة للرقي والبطيخ”.

ويضيف أن “حمولة السيارات تختلف من سيارة الى اخرى ولكنها تباع بأسعار تتراوح بين 200 دولار وصولا إلى 400 دولار أمريكي، والمنتج العام يمتاز بالخضرة الشديدة للسطح الخارجي (القشور) ومع اللون الأحمر الشديد لبطن الرقي والذي يمتاز بالحلاوة الشديد التي يبحث عنها التاجر والمشتري”.

ويشير إلى أن “فلاحي قضاء الحويجة لا يستخدمون في زراعة الرقي والبطيخ المواد الكيماوية في عملية الإنبات ونستخدم الماء والسماد الطبيعي لتكون نكهة المنتج طبيعية ولذيذة بعيدا عن الطعم الذي تضفيها المواد الكيماوية للمنتوج، وهذا العام المنتوج فيه بركة من الله وزاد الناتج عن العام الماضي بكميات كبيرة وتجاوزنا في الزراعة ناحية العظيم في ديالى”.

حلوة وعلى السكين

ويقول أحد المتعاملين في علوة ناحية الرياض، الواقفين قرب جسر مريم بيك على الطريق الرابط بين كركوك وجنوب غربي كركوك ويدعى عبد الرحمن محمود (23) عاماً لوكالة شفق نيوز، إن “درجات الحرارة تجاوزت الـ50 درجة مئوية ولكن نحن نعمل متوكلين على الله، ونبيع الرقي والبطيخ وهذا العام ما شاء الله الانتاج وفير ونبيع الرقي والبطيخ لتجار بغداد والجنوب ويمتاز منتج هذا العام بأنه أحمر وحلو ولذيذ وهذه ماركة مسجلة باسم رقي كركوك على انه (يقرأ ويكتب) فهذه العبارة نطلقها لجذب الزبون ولبيع المنتج لتاجر آخر”.

ويؤكد إلى أن “العامل يربح يوميا ما مقداره 30 ألف دينار، وفي بعض الاحيان يصل الى 50 الف دينار حسب اكراميات التجار والفلاحين، وهذا رزقنا الذي قسمه لنا رب السموات ونحن نحمد الله تعالى هذا العام على الإنتاج الوفير، فأسواق كركوك هي بديلة عن سوق العظيم الذي انتهى موسمه وانتقل الموسم الى اسواق كركوك”.

 

 

مميز ومطلوب في بغداد والجنوب

ويقول تاجر الخضار عباس حسين الخزاعي، لوكالة شفق نيوز، إن “مناطق جنوب غربي كركوك تشتهر في زراعة البطيخ والرقي وموسمه يلي موسم البطيخ والرقي في ناحية العظيم في ديالى فانا اشتري المنتوج من الفلاح مباشرة وأضعه في شاحنة كبيرة تحمل الأطنان وانقلها لعلاوي الخضار في بغداد والجنوب وهي تجارة مربحة للفلاح والتاجر والعمال الذين يعملون على تفريغ وتحميل المنتوج فكل واحد ينال رزقه ورقي كركوك وبطيخها ذات جودة مميزة وطيبة المذاق ومطلوبة في بغداد والجنوب”.

من جانبه؛ يقول رئيس الاتحاد، محمود العزي، لوكالة شفق نيوز، إن “رقي الحويجة سجل أعلى معدل إنتاج له منذ سنوات ونتوقع أن يتجاوز الإنتاج 50 ألف طن مع تصاعد الإنتاج خلال الفترة القادمة وعودة رقي الحويجة للمنافسة المحلية”.

ويضيف العزي، أن “عودة المنافسة جاءت بجهود ذاتية وشخصية من المزارعين بعد الاستقرار والتحسن الأمني الواضح في عموم مناطق الحويجة والقطاع الزراعي  في الحويجة يشهد تعافٍ متسارع بعد زوال المخاطر الأمنية والظروف التي مرت على المنطقة بفعل الإرهاب الداعشي التي الحقت اضرار كبيرة في مناطق جنوب غربي كركوك”.

وسجل الرقي المحلي في المحافظات الزراعية مثل ديالى وكركوك وصلاح الدين، معدلات إنتاج عالية بعد نجاح الخطط الزراعية الصيفية التي نفذت بجهود ذاتية من قبل المزارعين، لعدم تحديد خطط زراعية مدعومة من الجهات الحكومية، نتيجة مشكلات نقص المياه والإيرادات المائية.