استذكرت أوساط سياسيّة واجتماعية اليوم، الذكرى السنوية الثانية لأول قصف باليستي تعرضت له مدينة أربيل، واستهدف منزل الشخصية الاقتصادية البارزة باز كريم البرزنجي، فيما قال مسؤول أمني في بغداد، إن طهران تسلمت بالفعل ملفاً يضم أبرز نتائج التحقيقات العراقية، لكن العراق لم يتسلم حتى الآن أي أدلة من إيران على المزاعم التي أطلقها الحرس الثوري في تبريره لتلك العملية، رغم مرور كل هذا الوقت الطويل.
مصدر أمني مسؤول في بغداد، كان على صلة بملف القصف الإيراني، قال لشبكة إكسترا عراق إن “المشاورات الأمنية التي تكثفت مع طهران في الآونة الأخيرة عبر اللجان المشتركة بين البلدين، كانت تركز على عمليتي قصف الصواريخ البالستية التي تبناها الحرس الثوري الإيراني، في عملية 13 آذار 2022، التي استهدفت منزل رجل الأعمال باز كريم، وعملية 16 كانون الثاني الماضي التي أودت بحياة رجل الأعمال بيشرو دزئي”.
ويقول المتحدث إن “عامين كاملين مرّا على العملية الأولى، دون أن تقدم إيران أي إثبات رغم طلبات متكررة أرسلتها الجهات الرسمية العراقية في مختلف اللقاءات الأمنية بين الطرفين”.
ووفقاً للمصدر، فإن “الجهات المختصة في إيران، تسلمت مؤخراً، ملفاً موسعاً يضم نتائج التحقيقات العراقية من جهات مختلفة، أبرزها تقرير اللجنة النيابية التي كان يرأسها حاكم الزاملي، حيث استمعت إلى شهادات مسؤولين أمنيين كبار بما فيهم ممثل لجهاز المخابرات الذي أقر بوجود مؤشرات على نشاط تجسسي إسرائيلي في وسط العراق أو الموصل، لكنه نفى العثور على أي أدلة عن وجود مقرات للموساد داخل أربيل”.
وتتداول الأوساط السياسية والدبلوماسية تفسيرات أخرى للعمليات الإيرانية، من بينها أن طهران تحاول استهداف “مجتمع رجال الأعمال” في إقليم كردستان، وخاصة أولئك الذين ساهموا في مشاريع ستراتيجية على صلة بتطوير البنى التحتية، وأحدثوا قفزات في مستوى العمران أو تطوير قطاع الطاقة الحيوي.
وتمثل نجاة عائلة رجل الأعمال باز كريم، قصة مثيرة بقيت متداولة في أوساط الإعلام الكردي، إذ تغيبت العائلة عن المنزل المقصوف بالصدفة، ونجى أفرادها من 12 صاروخاً بالستياً دكت المنزل بإصابات دقيقة.
ومثلت عملية قصف منزل رئيس مجموعة “كار” النفطية، حادثاً مهولاً بالنسبة لسكان أربيل، فالمدينة لم تشهد قصفاً مماثلاً منذ أيام حكم نظام صدام حسين، وعملياته العسكرية.
ومنتصف كانون الثاني الماضي، قُتل رجل الأعمال بيشرو دزئي، وطفلته الرضيعة، إلى جانب ضيفه رجل الأعمال كرم ميخائيل بقصف بالستي إيراني، وكُتبت النجاة لزوجته هانا جوتيار، وقد ساقت طهران اتهامات مماثلة “لكنها لم تقدم أيضاً أي دليل حتى الآن” وفقاً للمتحدث الحكومي.
وقالت جوتيار بعد الحادثة وهي تصف ما حدث.. “وضعت أطفالي في أسرتهم.. وقبل أن ننام.. رأيت السقف يهبط فوقنا طبقة بعد أخرى.. هذا آخر ما أتذكره”.
أما باز كريم، فقد ظهر حينها أمام أطلال المبنى إلى جانب كبار المسؤولين الحكوميين الذين جاؤوا من بغداد، وخاطبهم بالقول.. “لقد دمروا ذكريات عائلتي وكل أرشيف الأسرة”.
ورغم أن الإعلام الإيراني وبيانات طهران الرسمية تحدثت عن “أدلة مفصلة”، حتى أنها ذكرت أسماء زعمت أنهم ضباط موساد قُتلوا في عملية آذار، إلا أن المصدر الحكومي العراقي يؤكد أن بغداد لم تتسلم حتى الآن أي دليل رسمي على كل تلك الادعاءات، مع مرور عامين على الحادثة.
إترك مراجعة