أسباب الصراع بين الأمويين والعباسيين
صراع يمتد لما قبل الإسلام، إذ كانت أسرتي بني هاشم وبني أمية أبناء عمومة تجتمعان في الرحم، والنسب، ولكنهما تتنافسان في السيادة واللقب.
بنو هاشم (خرج منهم الرسول الكريم) كانوا أصحاب الرأي الأقوى في مكة، في حين كان بنو أمية الأكثر ثراء وتسييرا لقوافل التجارة بين الشام واليمن، وباقتراب موعد البعثة النبوية كانت تجارة بني هاشم قد ضعفت بل وافتقروا على قول بعض المؤرخين، في حين ازداد بنو أمية ثراء وتواصلًا مع ملوك الشام واليمن.
التنافس الشديد بينهما كان السبب خلف عدم اعتراف بنو أمية بدعوة الرسول في مكة، كونه لم يظهر بينهم، غير أن كفة بني هاشم رجحت بعد انتصار الدعوة النبوية، فما كان من سادة بني أمية إلا الخضوع والدخول في الإسلام بعد فتح مكة.
واستقر الوضع بين الأسرتين زمن النبوة، وخلال عصر الخلفاء الراشدين أيضا، حتى برز الصراع مجددًا بين معاوية أبن أبي سفيان «الأموي» وعلي أبن أبي طالب «الهاشمي» وانتهى الصدام بظهور الدولة الأموية في الشام، بينما ظل تواجد الهاشميين قويًا في المدينة ومكة، غير أن الكفة بدأت تميل لصالح الأمويين بعد تولي يزيد ابن معاوية الخلافة، ومقتل الحسين ابن علي,
في عام 63 هجرية دخلت جيوش يزيد المدينة المنورة فاستباحتها، وقتلت عددا كبيرا من أهلها ثم زحفت نحو مكة، وصلبت واليها عبد الله بن الزبير، وقضت بذلك على آخر معاقل الهاشميين في الحجاز.
غير أن الأمر لم يستتب للدولة الأموية لأكثر من مئة عام، حيث ثار العباسيون الهاشميون المنحدرون من سلالة العباس بن عبد المطلب، أصغر أعمام النبي، واستغلوا ضعف الخلافة الأموية في عهد مروان بن محمد، إذ عمت الثورة التي قام بها الخراسانيون ضده وفي المقابل علا شأن بني العباس، فتوجه مروان إلى الثوار في جيش كبير.