المئات يصطفون لزيارتها

تحويل سفينة إسرائيلية لموقع سياحي في اليمن

تحويل سفينة إسرائيلية لموقع سياحي في اليمن

حوَّل الحوثيون في اليمن سفينة الشحن الإسرائيلية التي احتجزوها بشهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لموقع جذب سياحي “مناسب للعائلات”، وقالت شركات محلية يمنية إن مئات يصطفون في الميناء في انتظار زيارة السفينة، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول 2023.
حيث أعلن الحوثيون الشهر الماضي عن احتجازهم سفينة الشحن “غالاكسي ليدر”، التي يشارك في ملكيتها رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونغار، احتجاجاً على العدوان الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 78 يوماً، والحصار الذي فرضته إسرائيل على أهل القطاع منذ سنوات.

رحلة سياحية داخل سفينة الشحن الإسرائيلية
شارك محمد الرصاص، وهو مغنٍّ وكاتب أغانٍ يمني يعيش في الحُديْدة، في إحدى هذه الزيارات السياحية للسفينة الأسبوع الماضي، وقال الرصاص إن قاربه كان على متنه 8 رجال في العشرينيات من عمرهم، وقد استحوذت عليهم الإثارة وهم في طريقهم إلى السفينة.

كما انضمَّ إلى جولتهم السياحية 4 قوارب صغيرة أخرى غادرت من ميناء الحُديدة قبيل غروب الشمس، في نحو الساعة الخامسة، ليصلوا إلى السفينة بعد نصف ساعة تقريباً.

من المرجح أن أفراد طاقم السفينة المكون من 25 فرداً محتجزون في مكان ما على متنها. وقد قال متحدث باسم الحوثيين إن هناك جزءاً من السفينة “لا يُسمح للسائحين اليمنيين بزيارته”.

إلا أن ذلك لا يقطع بأن الطاقم على متن السفينة، فمكانُ احتجازه لا يزال من “المعلومات العسكرية” السرية. وقال الرصاص إنه لم يرَ أي فرد من طاقم السفينة أثناء زيارته، وصوَّر زيارته للسفينة ليعرضها على أهل مدينته الساحلية.

قال إن الزيارة كانت مجانية، وإنه “شخص عادي” لا تربطه علاقة سياسية بجماعة “أنصار الله” الحوثيين، وقد زار السفينة “طلباً للبهجة والاستمتاع بالسفينة التابعة ل‍إسرائيل”، و”احتفاء بالشعب الذي احتجز (غالاكسي ليدر) تأييداً ل‍فلسطين”، و”احتفالاً بأن اليمن سيستهدف أي سفينة متجهة إلى إسرائيل إذا لم تستجب لمطالب القوات اليمنية”.

كما يظهر في مقطع الفيديو الذي صوَّره الرصاص عشرات الرجال والأطفال على سطح السفينة. وقد رُفعت الأعلام اليمنية على الصواري، وانتشرت الكتابات العربية، وأخذ الزائرون يوقعون بأسمائهم على الجدران، واصطفَّ بعضهم في مقدمة السفينة لالتقاط الصور توثيقاً للزيارة، ووقف آخرون على الحافة استعداداً للقفز في الماء من على ارتفاع 14 متراً.

افتخار اليمنيين بـ”الدفاع عن فلسطين”
في هذه الأثناء، فإن اليمنيين الذين لم يجدوا مكاناً لهم على قوارب الصيد المزدحمة في الزيارات المتوالية إلى السفينة، وقفوا يحتفلون على الشاطئ.

قال صاحب سوبر ماركت وناشط حوثي: “الشواطئ محتشدة بالرجال والنساء والأطفال الذين يلتقطون الصور مع السفينة من بعيد”، و”الناس سعداء، ويفتخرون بأننا ندافع عن فلسطين”.

كما قال محمد البخيتي، المتحدث باسم جماعة أنصار الله الحوثيين، إن جميع أفراد الطاقم (البالغ عددهم 25 فرداً، منهم 17 فلبينياً والبقية من بلغاريا والمكسيك وأوكرانيا) في حالة جيدة، و”نطمئن عائلات طاقم السفينة أنهم يُعاملون وفق قيمنا الدينية والأخلاقية والإنسانية”.

بينما قالت الشركة المالكة للسفينة إن أفراد الطاقم سُمح لهم “باتصالات قليلة” مع عائلاتهم.
الحوثيون في اليمن مصرون على المواصلة
في 12 ديسمبر/كانون الأول، وهو اليوم الذي زار فيه الرصاص السفينة، أطلق الحوثيون في اليمن صاروخاً على ناقلة نرويجية قالوا إنها كانت “محملة بالنفط” ومتجهة إلى إسرائيل، وقد تسبب ذلك في نشوب حريق على متنها.

بينما قال توم شارب، القائد السابق في البحرية الملكية البريطانية، إن الحوثيين يستطيعون ضرب “مجموعات كبيرة من السفن” في البحر الأحمر إذا أرادوا ذلك.

شارب قال أيضاً إن القوة الدولية التي أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيلها لردعهم، يجب أن تضم عدداً كبيراً من السفن العسكرية لحماية السفن التجارية المارة في المنطقة، و”حتى حيئنذ، لن يكون الأمر مضموناً”.

فيما أوضح توماس جونو، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، أن الحوثيين لديهم أهداف محلية وإقليمية من مهاجمة الشحن البحري في البحر الأحمر، فهم يريدون تعبئة المشاعر المؤيدة للفلسطينيين بين السكان اليمنيين “لدعم قاعدة تأييدهم”.

كما أضاف أن الحوثيين يريدون في الوقت نفسه أن يعلنوا للجميع أنهم قوة إقليمية، وطرف أساسي في “محور المقاومة” المدعوم من إيران، فضلاً عن “دعم حماس، والاحتجاج على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة”، وفق ما صرح به لصحيفة “التايمز”.