بدأت وقائع محاكمة عسكرية جديدة لجندي أميركي متهم بإساءة معاملة معتقلين في سجن أبو غريب سيئ الصيت في العراق واستخدام كلاب لترويعهم وإيذائهم جسديا ونفسيا.
والسرجنت سانتوس كاردونا (32 عاما) متهم بإساءة معاملة السجناء والتقصير في أداء الواجب والاعتداء بترك كلبه غير المكمم ليضايق السجناء في عامي 2003 و2004، وإذا أدين بكل هذه الاتهامات فقد يصدر الحكم بسجنه 16 عاما ونصف العام.
وكان كاردونا ومدرب آخر للكلاب هو السرجنت مايكل سميث الذي أدين باتهامات مماثلة في مارس/ آذار وصدر الحكم بسجنه 179 يوما يلعبان كما زعم “لعبة” يحاولان فيها إخافة سجناء لدرجة أن يتبولوا أو يتغوطوا على أنفسهم.
ومضت جلستا الصباح وبعد الظهر من المحاكمة أمس في اختيار لجنة لسماع الاتهامات وتم إعفاء عضوين محتملين بعد أن أفصحا عن آرائهما الشديدة بشأن الصور سيئة السمعة لإساءة معاملة السجناء التي تسربت من سجن أبو غريب.
وذكرا بأن الصور التي تبين سجناء عراة في بعض الأحيان يجري إذلالهم على أيدي أفراد من الجيش الأميركي نشرت الكراهية بين العراقيين وزادت من المخاطر التي يتعرض لها الجنود الأميركيون.
ومن المتوقع أن تكون المحاكمة العسكرية أكثر أهمية من محاكمة الجنود الأميركيين العشرة الذين أدينوا من قبل بإساءة معاملة سجناء عراقيين بسبب توقع إدلاء الجنرال جيفري ميلر الذي أسهم في وضع سياسة سجن أبو غريب بشهادته.
وميلر هو الضابط الأعلى رتبة الذي يدلي بشهادته في قضية سجن أبو غريب، كما أنه قائد سابق لمركز اعتقال أميركي في خليج غوانتانامو في كوبا.
ومن المتوقع أن يشهد ميلر بأنه أصدر الأوامر التي وافق عليها وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد بشأن استخدام الكلاب في عمليات استجواب المعتقلين في غوانتانامو وأن هذه الأوامر شملت أيضا سجن أبو غريب في العراق.
وقال محامي كاردونا المدني هارفي فولزر خلال رحلة إلى أبو غريب عام 2003 إن ميلر أوصى باستخدام كلاب خلال استجواب السجناء.
وكان الكولونيل توماس باباس أعلى ضابط من المخابرات العسكرية رتبة في أبو غريب قد شهد في وقت سابق بأن ميلر اقترح استخدام هذا الأسلوب على أساس أن العرب يخافون من الكلاب.
ومن المتوقع أن يجادل فريق دفاع كاردونا بأن استخدامه للكلب تم التغاضي عنه من جانب رؤسائه.
وتشمل قائمة الشهود المحتملين وعددهم 48 حراس أبو غريب السابقين إيفان فريدريك وتشارلز غرانر وزوجته ميغان أمبول وكلهم أدينوا بإساءة معاملة السجناء عام 2004.
وكانت معاملة السجناء في السجون العسكرية الأميركية في الخارج قضية محرجة للولايات المتحدة منذ العام 2004 عندما تسربت صور تبين سجناء تساء معاملتهم ويتعرضون للإذلال الجنسي على أيدي أفراد من الجيش الأميركي.
وأصدر القضاء العسكري أحكاما بحق عشرة جنود في فضيحة أبو غريب لكن لم توجه أي تهمة إلى كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين في إدارة الرئيس جورج بوش.
وطالبت لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب في الأسبوع الماضي بإغلاق سجن غوانتانامو وحثت الرئيس بوش على حظر أساليب الاستجواب التي تعتبر تعذيبا أو معاملة قاسية ومن ضمنها استخدام الكلاب.